صناعة الحب...........

صناعة الحب/
بقلمي /

خان شاب هندي
متوسط الطول نحيل أسمر البشرة وله شعر أسود داكن وملمس ناعم كان كل حلمه في
حياته إكمال
دراسته الجامعية وتأمين مستقبله بعمل يجدر بطموحه يدر عليه دخلاً جيداً
يكتفي به عن سؤال الأهل والأقارب ويحفظ به
.ماء وجهه وماء وجه أهله أيضاً
خان شابً فقيرَ جداً لكنه يمتلك من الشهامة ما يكفي بلداً بحالها ومن
الكرامة ما يوزع على أهل قريته كلهم فيجعلهم أرقى
.الناس وأنبلهم
.لكل هذا وذاك قرر خان السفر والدراسة في الخارج, فأحلامه أكبر منه.....
أكبر حتى من كل قريته المتواضعة
يحلم بالسفر والدراسة والعمل .... يحلم بالمال الكثير الذي لن يحصل عليه
قط في قريته المتواضعة ......... ويحلم
بتدريس إخوته الصغار ودعم والديه في كبرهما ويحلم أيضاً بفتاة جميلة رائعة
ومخلصة يحبها ويتزوجها ويبني لها بيتاً
من الإسمنت والحجر في قريته المتواضعة ويأتي له بالماء والكهرباء ويعمل
لها حديقة صغيرة تحيط بالمنزل من كافة
الجوانب ويزرع لها شجر المانجو والمشمش الهندي والرمان وأشياء كثيرة ربما
ترغب بها فتاة أحلامه المنتظرة

************************************************** ******************
وفي غضون أيام
قدم خان أوراقه إلى سفارة بلد الأحلام وحصل على تأشيرة السفر والدراسة ...
كم هو محظوظ خان
.كل شباب قريته الصغيرة قال ذلك وتمنوا لو كانوا مكانه
ومن وصوله إلى تلك البلد سجل بالجامعة وبدأ الدراسة فخان يتسابق مع الزمن
وليس لديه الوقت الكثير ليضيعه ولم يمض
إلا القليل حتى بدأ ينسجم وينخرط في المجتمع الجديد الذي وفد إليه وقبل أن
ينصرم العام الأول كان قد تعرف على جارته
التي تقيم في الشقة الأعلى بعد العديد من النظرات والابتسامات وصباح الخير
منه كبادرة طيبة من جار غريب
ومساء الخير منها وكيف كان يومكِ منه واتمنى لك أوقاتاً سعيدة منها وهكذا
إلى أن تعرفا ملياً وأحب أحدهما الآخر وتحسس
كل منهما ألوان الآخر وطباعه وخلفيته رغم اختلافهما إلا أنهما قررا
التفاهم والانسجام وكل ذلك في سبيل الحب
وتزوجا تركت شقتها وانتقلت لتعيش معه في شقته الصغيرة بحجمها, الكبيرة

. بأحلامهما

************************************************** ***********
لم تكن زوجته
تلك كفتاة أحلامه التي تربعت على عرش مخيلته منذ زمن طويل سمراء ذات شعر
أسود طويل ومنسدل
على ظهرها كذؤابات من الليل المظلم لم تكن هندية ولا عربية ولا حتى فارسية
بل كانت من بنات أرض الأحلام بيضاء
نحيلة وطويلة شعرها أصفر قصير .... عيناها زرقاوان واسعتان
لم تكن تملك جاذبية نساء العرب ولا جمال البنات في بلاد فارس ومع ذلك فقد
كانت جميلة فكما يقولون لكل امرأة جمالها
كانت جميلة بتواضعها وجرأتها وانفتاحها وصراحتها رغم فقرها, فقد كانت
فقيرة مثل زوجها خان
.كان خان يدرس ويشتغل فقط أربع ساعات في اليوم وزوجته تعمل يومها كله

**************************************************
***************************
وفي يوم شتوي
ممطر وبارد كان خان يقود سيارته في طريق زراعية ضيقة جداً كانت الطريق تكفي
لسيارة واحدة من كل
جانب ... كان المطر غزيراً بشكل جعله لا يستطيع كشف الطريق أمامه وما إن
وصل إلى مكان ما من الطريق حتى لمح
سيارة متوقفة في منتصف الطريق تحت المطر الغزير وما إن اقترب منها حتى
لاحظ أنها سيارة فارهة جديدة تلتمع تحت
المطر مثل قطع الكريستال وأمامها سيدة عجوز يبدو أنها ثرية وكانت تلبس
معطفاً من الفراء الطبيعي هاتفها المحمول كان
.بيدها وكانت ترتجف من البرد
**************************************************
******
.!!!!!!!!!أوقف
خان محرك سيارته وترجل منها وسار نحو السيدة قال لها مرحباً
السيدة: مرحبا.!!!!!!!!ً
خان: اسمي خان هل تحتاجين مساعدة؟
السيدة: شكراً لك سيدخان... أنامسز ديلارد فعلاً أحتاج مساعدة سيارتي
توقفت كما ترى مع أنها جديدة وأحاول الاتصال
.ولكن يبدو أنني بعيدة جداً عن مركز المدينة فهاتفي لا يستجيب والجو بارد
كما ترى
خان: ادخلي إلى سيارتك مسز ديلارد ولاعليك سوف أرى ما المشكلة وإذا كنت
أستطيع مساعدتك
فتحت السيدة الثرية باب سيارتها وجلست وأغلقت الباب
فتح خان غطاء المحرك ونظر وعلى الفور اكتشف المشكلة فخان لديه بعض الخبرة
بتصليح السيارات فقد اشتغل في
طفولته ولعدة سنوات في تصليح السيارات في الهند مع زوج خالته
أغلق خان غطاء المحرك وذهب إلى سيارته وأحضر بعض الأدوات وعاد وبعد وقت
قصير كانت السيارة قد أصلحت,
طرق لها على النافذة من الخارج وأشار لها بأن تشغل أدارت المفتاح فاشتغل
محرك السيارة خرجت السيدة من خلف
المقود وقالت: شكراً لك سيد خان على تصليح سيارتي والآن كم تطلب أجراً
خان: لا أريد شيئاً سيدتي فقط كل ما أريده الدعاء لزوجتي فنحن نتوقع قدوم
مولود في أسابيع
السيدة: سوف أفعل, شكراً لك مرة ثانية
خان: شكراً سيدتي
عاد خان إلى مركبته وتابع كل منهما سيره باتجاه المدينة

*******************************************
عندما افتربت
السيدة العجوز من وسط المدينة قالت في نفسها أشعر بالبرد يأكل عظامي لابد
أنني بحاجة إلى طعام ساخن
.أملأ به معدتي
توقفت السيدة عند أول مطعم صادفته, دخلت المطعم فاستقبلتها فتاة جميلة في
مقتبل العمر رحبت بها وقادتها إلى طاولة,
.جلست عليها
طلبت السيدة الثرية كوباً من قهوة الكباتشينو الساخن وحساء البندورة مع
قطع لحم الدجاج بداخله وقطعة من الخبز
المستدير المحمص
خلعت السيدة معطفها البرجوازي ووضعته على مسند الكرسي المقابل وذهبت إلى
غرفة النساء غسلت وجهها ويديها وما
إن عادت حتى كان طعامها ينتظر قالت لها النادلة استمتعي بوجبتك سيدتي
.تناولت السيدة حساءها وشربت قهوتها وهمت بدفع الحساب والانصراف
حضرت النادلة بورقة الحساب فأخرجت السيدة من حقيبتها ورقة نقدية من فئة
الألف من عملة تلك البلد
سألت النادلة: ألا تملكين قطعة نقدية أصغر؟
ردت السيدة: لا أمتلك غيرها
النادلة: لا عليك سوف أسأل مالك المكان فيما إذا كان لديه بقية
تركتها النادلة وذهبت إلى مكتب مالك المحل ثم عادت بالبقية
" النادلة في نفسها: لابد أن اكراميتي ستكون كبيرة من هذه السيدة يبدو
أنها ثرية ودفعت ورقة من فئة الألف فقط من أجل
كوب من القهوة وآخر من الحساء "
عادت إلى طاولة السيدة وهي لا تزال تحلم كم ستكون إكراميتها وما إن وصلت
إلى الطاولة لم تجد السيدة
لقد غادرت
*****************************
ربما تكون في غرفة النساء انتظرتها بجانب الطاولة عدة دقائق فلم تأت
خرجت من المطعم ونظرت يمنة ويسرة فلم تر أحداً, عادت إلى الطاولة التي
كانت السيدة تجلس عليها فوجدت منديلاً
ورقياً مكتوباً عليه ادفعي الحساب والباقي لك يبدو لي أنك متعبة وتحتاجين
لكثير من المال في مثل هذا الوقت من حياتك
ذهلت النادلة وشهقت ورفعت حاجبيها إلي الأعلى وتساءلت هذا كله لي؟ لا أصدق
ذلك إن هذا المبلغ يعادل راتبي لمدة
شهر كامل حساب السيدة كان فقط عشرة والباقي لي آه يا إلهي لابد أنني أحلم
ثم بلعت ريقها وأخفت فرحتها وذهبت إلى
الداخل كانت السيدة العجوز آخر زبون تخدمه تلك النادلة الفتية خلعت
مريولها ووضعته جانباً ثم وضعت أصابعها في
شعرها ومشطته إلى الخلف, ألقت بمعطفها على كتفيها ورمت بنفسها في سيارتها
وهلم إلى منزلي الحنون حيث الدف
والراحة والحب أيضاً لقد كان يوماً طويلاً لكنه توج بنهايته براتب إضافي
سوف يحل لنا الكثير من المشاكل وسوف يشتري لنا الكثير من الأشياء التي
نحتاجها ولا نملك ثمنها ومع ذلك كانت النادلة
تشعر وكأن صاعقة ضربتها على رأسها

***************************************

.وضعت المفتاح في الباب ودخلت فإذا بصوت خرير الماء ينبعث من الحمام ها هو
زوجها يستحم
إلى أن انتهى زوجها من حمامه سخنت لنفسها ولزوجها ما كان بائتاً من عشاء
يوم أمس فقد كان العشاء سندويشات قطع
.الدجاج المشوي مع المايونيز وحساء الخضار مع لحم الدجاج والمعكرونة إنها
وجبتها المفضلة في أيام الشتاء
أكل الزوجان معاً وتبادلا أطراف الحديث حدث كل منهما الآخر بأهم أحداث
يومه كعادة كل زوجين لكن لسبب ما لم تخبره
بما حدث بينها و بين تلك السيدة. وبعد العشاء تناولا شاياً أخضراً ساخناً
بنكهة الياسمين وشاهدا التلفاز لوقت ثم ذهبا إلى
.النوم

***********************************
أطفأ الزوج
النور وفي الفراش تحدثا لمدة دقائق معدودة وظلام الغرفة يلفهما طبعاً كعادة
كل زوجين قبل أن يسرقهما النوم
قال الزوج لزوجته النادلة: من يوم غد سوف أبحث عن عمل آخر فأنت متعبة
كثيراً ولدينا الكثير من المصاريف هذه الأيام
الزوجة: لا عليك ياعزيزي اليوم وفي وقت استراحتي هاتفت أمي وتحدثنا ملياً
قالت إنها تستطيع المجيئ والإقامة معنا في
الأشهر القادمة وستساعدني في تربية الطفل وستنفق علينا لقد ترك لها والدي
راتبه التقاعدي ولديها راتبها أيضاً وموارد
.إضافية أخرى كل ما أريده منك هو أن تهتم بدراستك لتتخرج بأسرع وقت وتعمل
وأعود إلى دراستي ثانية
لا تقلق يا عزيزي كل شيئ سوف يكون على ما يرام وبتوفيق الله
...ثم أمسكت بيده التي كانت قريبة منها وربتت عليها وضغطت عليها بشدة
وقالت: أحبك يا زوجي العزيز
أحبك يا خان
**************************************************
*******

الف شكر على الموضوع

مشكووووووووور

يسلموا للمرور اسعدني والله

» «ليس إلا الحب الأخير للمرأة الذي يستطيع أن يرضي الحب الأول للرجل» بلزاك
» صناعة العطُور بالمنزل
» الحب من التحضري