موضوع الفتوى حكم ذهاب المرأة إلى السوق وسفرها بدون محرم
السؤال س: ما حكم ذهاب المرأة إلى السوق بدون محرم وسفرها بدونه؟
الاجابـــة
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: ما زالت مشكلة سفر المرأة بدون محرم مطروحة، فهناك بعض العلماء يفتون بجواز ذلك في الطائرة ومع جماعة من النسوة موثوقات، وهناك من يُحرم ذلك، فما الرأي الأصح في هذه المشكلة بارك الله فيكم؟
وردت السُنة بنهي المرأة عن السفر بدون محرم، كقوله صلى الله عليه وسلم: لا تُسافر المرأة مسيرة ثلاث ليال إلا مع ذي محرم وفي رواية: مسيرة يومين وفي لفظ: مسيرة يوم إلا مع ذي محرم ولا شك أن هذا يدل على التحريم.
وذلك أن السفر يعرضها لركوب الأخطار، وسلوك الطرق البعيدة التي قد يوجد بها من الفسقة وقُطاع الطريق من يفجر بها طوعًا أو كرهًا، وكان السفر ذلك الوقت بواسطة الرواحل من الإبل والحُمر والخيل والسفن، وكلها تستغرق وقتًا طويلا، مما تبتعد به عن محارمها وأهلها، وتطول غيبتها، وتقع في أسباب الردى، فلا جرم ورد النهي عن سفرها، ولو لحج ونحوه.
وورد أيضًا جواز ذلك للحاجة، فقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى الحبشة واستصحب أم حبيبة - بعد أن عقد النبي صلى الله عليه وسلم عليها - من الحبشة إلى المدينة بدون محرم، وكذا زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما أطلق زوجها من الأسر يوم بدر، واشترط عليه أن يرسلها إلى المدينة فجاء بها بعض الصحابة من مكة إلى المدينة مسيرة عشرة أيام بدون محرم للضرورة.
ثم إن بعض العلماء كالمالكية أجازوا أن تحج المرأة مع نسوة ثقات، مع بُعد المسافة من المغرب وقُرى أفريقيا الذي قد يستغرق شهرًا أو أكثر، حيث أن الحج فريضة، والسفر بلا محرم مظنة فعل الفاحشة، والظن قد يخف أو يزول مع النسوة الثقات، فلا يكون الظن مانعًا للفرض، أما في هذه الأزمنة فقد تقاربت البلاد، ووجدت وسائل النقل المريحة التي تقطع المساحات في زمن قريب.
فالذي أراه جواز سفر المرأة في الطائرة، لمدة نصف يوم أو ثلثيه، بحيث يوصلها المحرم الأول إلى المطار، ويتصل بالمحرم الثاني ليستقبلها في البلد الثاني، ولا خلوة في الطائرة، والمرأة كسائر الراكبات، وليس هناك مجال للخوف عليها، والاحتمالات التي تقدر نادرة الوجود، والأصل السلامة، وهذا يعم السفر للحج وغيره، وهذا ما ترجح عندي رفقًا بالمسلمين، وأستغفر الله من الخطأ والزلل، والله أعلم.