الحب المجنون
مقدمة
سمعت أصدقائي كثيراً يتحدثون عن الحب.والحب لا يختلف أثنان فى
معرفة ماهيتة.فهوكما أعرف مجموعة من الأحاسيس الصادقة والمشاعر الفياضة
التى تربط بين اثنين وتجعل المحبين اصحاب عـطاء بـلا حدود وانكار للذات
ايضا بلا حدود و فـية فهم كـبير لرغـبات كل طرف للأخر وما يجعـل الاخر
يعـيش فى سـعادة غـامرة وهدوء و أمان وينتهى الحال بينهما الى مرحـلة
السـكن والمودة والرحمة وهى مرحـلة الـزواج وهى مرحلة تاكيد الحب.
هكذا
أعرف الحب.. ولكن ما سمعـتة من أصدقائى يختلف فى الكثير مما سردت ..فهم
يمارسـون الحب حسب فهـمهم لـة بشكل مختلف أزعـجنى كثيراً وقـبل أن أحكى
ماذا يفعـلة اصدقائى .. أود أن أذكر أن الحياة المعاصرة وما يشـوبها مـن
مصاعب أقـتصادية ونسب بطالة عالية قسمت الشباب إلى قـسمين رئـيسـين.
القـسم
الأول هـم شباب الطبقة فاحشة الثراء والثانية هـم شباب الطبقة المطحـونة
والذين أمتلئت بهم الكافتريات والقهاوى متوسطة الحال..وأيضا مقاهى الأنترنت
لعلهم يهدرون وقـتهم الذى هـو بلا ثمن فى الدخـول عـلى شبكة الأنترنت
العـالمية لعـلهم يجـدون متعة رخيصة فى محادثة بنات من مخـتلف دول العالم
ويتصدرها بنات وسيدات الفلبين حـيث أنهن اكثر بنات حواء يعـيشن في تـفسخ
أجتماعـي بسـبب بعـد الوازع الـديني والأخلاقي والفقـر المدقع ..... ناهيك
عـن المواقع الأباحية والتى من خلالها يشاهدون ويتعـلمون ما سـوف يفعـلونة
باسم الحب ... ويتساوى فى الجزئية الأخيرة شباب الطبقة فاحـشة الثراء ولكن
هؤلأء الشباب يهدرون وقـتهم الرخيص فى كافتريات خمس نجوم وفى مراقـص
الفنادق ذات الخمس نجوم أيضا ويمارسون الحب مع بنات مجتمع ما يسمونة
بالمجتمع الراقى . وينتهى بهم الحال بالموت قتلاً بسكين غادرة كما نرى
ونشاهد ونسمع ما يحدث فى هذة الأيام. ويختلف عنهم شباب الطبقة المطحونة
فهم يلهثون خلف أمثالهم من بنات الطبقة ذاتها وباقل الخسائر.
ويلاحظ إني لم أذكر الطبقة المتوسطة حيث أنها من وجهة نظري قد اضمحلت تماما
أعـود
لأصدقائي والذي أنا منهم حـيث الطبقة المطحونة. وأستمع اليهم وأنا فى
دهـشة كـبيرة عـما يـروونـة عـن عـلاقـات الحـب التى جـمعـتهم مع الفـتيات
سـواء فى الجامعة أو فى العمل أو حتى مع بنت الجيران . ما يجعـلنى مندهشا .
أنهم يسمون ما يروونة حباً وأنا أراة غـير ذلك . أنهم يحتاجون إلى الشفـقة
عـليهم مما وصلت إلية مفاهـيمهم وأفكارهـم عـن الحـب . أنهم يمارسـون
الجـنس بدعـوى الحـب .. وأن لم يـستطيعـوا الممارسة الفعـلية مع ما
يعـتقدون أنهم يحـبونهم يمارسون العادة السرية فى مخادعهم
وهـم
مـستحضرى فى خيالهم ما شاهـدوة عـلى شـاشـات الكمبيـوتـر مـن خـلال شـبكة
الأنترنت .. أنة وحـسب ما يعـتقدونة الحب .. وياليتنى ما سمعـت منهم شيئ
صديقة حفل الزفاف
قابلتها صدفة فى أحد أفراح العائلة. وكانت بصحبة والديها وكانت.
النظرة الأولى والتى كانت كسهم كيوبيد أخـترق قـلبى وأستقر داخلة يفعل بة
ما شاء. لما لا وهو القلب الخاوى.القلب الذى ينتظر بشدة أن تاتى إلية من
تجعلة قلباً نابضاً خافقاً. تجعله قلب يطير فى الهواء كنسمة عـليل فى
ربيع أتى بعـد شتاءطويل.
نظرت إليها للمرة الألف فى غضون دقائق قليلة
مرت منذ النظرة الأولى.وأقتربت منها رويدا رويدا. وقلت لها أهلا . فنظرت لى
بنظرة كلها معانى.قائلةأهلا بيك.. وعندما وجدت وجهها وقدأصبح متوهجا
باللون الأحمرخجلا.
أبتعدت عنها قليلا لعلها تتماسك وتستطيع مبادلتى
الحديث .. وكانت الفرصة أن أخذتها صديقتها ليكونا بجوار العروسة وهى ترقص
بحوار عريسها .. وأقتربت منها أنا الأخر متظاهراً بأنى أرقـص بجوار العريس
.. وكان الحديث القصير جداً والمفيد جدا.
قـلت لها بصوت هامس أنتى أمورة
أوى فـقالت وأنت كمان .. وكان لردها وقع السحر عـلى نفسى وشعرت انى أقـترب
من حب أبحث عـنة وبمعـتـقداتى وبثوابتى .. قلت لها أتؤمنين بالحب مـن أول
نظرة .. فـقالت وياليتها ما قالت أنها لا تثق بأحد .. ولا تصدق أحد ..
فـقلت لها دعـنا نتعـرف أكثرونتكلم أكثر فـربما تجدى ما تثـقين بة و
تصدقـية
وتواعـدنا عـلى مـواصلة الحـديث ولكـن مـن خـلال المحادثـة الأليكـترونية عـلى الـنـت
(
الشات) .. وكتبت فى ورقـة ألتـقطها من الأرض الإميل الخاص بها .. وأتفقنا
أن نتحدث يومياً بعـد عـودتى من العـمل وحتى التاسعة مساءاً .. وعـدت الى
بيتى وأنا فى غاية السعادة والفرح بهذة الصداقة التى أوشكت أن تصبح حبا .
صديقتى
هى ذات عـيون واسعة كعيون المها وفم يعلوة شفاة ممتلئة..وهى ممتلئة الجسم
قـليلاً ولكن مفاتـنها الأنثوية تصرخ بمن يطفأ نارها المتوهجة .. ووجها
جميل وتغـطى رأسها بحجاب يتدلى عـلى صدرها ليخفى مفاتن هذا الصدر الممتلئ
إثارة وحيوية.
عـدت إلى بيتى وإلى غـرفتى وإلى سـريرى وأستلقيت أنظر إلى
السماء من خلال نافذة غرفتى فى ليلة القمر فيها قد اكتمل.والنجوم حولة
تلمع كالؤلؤ وانا سارح شارد فى صديقتى والتى رايتها منذ قليل صدفة..وظلت
فى زهنى حتى غلبنى النعاس..ورحت فى نوم عـميق لم أحسـسة من قبل .. وعـندما
أستيقظت سألت نـفسي السؤال الصعـب أيمكنني أن أحـبها لما أعـرفه وأؤمـن
بـه عـن الحب ؟ أم هـو مجرد أعـجاب
هى و الحب
وكان اللقاء عـلي شبكة النت كما أتـفـقنا وتواعـدنا .. وسالتها عـن
عـملها وهى خـريجة الجامعة فـقالت أنها لا تعـمل حاليا بعـد مـا عـملت
لفترة قـصيرة بالجامعة بعـدمـا فـضلوعـليها أصحاب السلطة و النـفوذ أى
أصحاب الواسطة.. وهـى آفـة أنـتـشرت فـي مجتمعـنا أصبحت كالنار في
الهشيم..وساهمت هذه الآفة في أرتفاع نسب البطالة بين كافة الخريجين..
وسالتها كيف تقضى وقتها واليوم طويل.. ليلة مع نهارة ...فقالت أنها أصبحت
مدمنة نت .. تـقضى معظم أوقـاتها أمام شبكة النت للبحـث عـن عـمل تارة أو
البحث عـن صديق تارة أخرى.
وسالتها عن الحب وهل دق بابها من قبل..فقالت مبتسمة مرة وراح لحالة..وكنت أكثر جرئة فى أن أسالها وهل قلبك ما زال يبحث عن الحب؟؟
قالت
صديقتى والتى لم أعـرفها إلا من وقت قصير أنها تتحدث مع الكثير من الشباب
على شبكة الانترنت حتى تتغلب على رغباتها المكبوتة. حيث أنها منذ نعومة
أظافرها وهى تشعر بالحاجة الى الحب العاطفي. وقد ازعجنى ما قالتة .ووجدتنى
أسالها باستغراب وبدهشة : كثير من الشباب؟؟الم تجدى منهم ما ترغبين
فية؟؟وما هو مفهومك عن الحب العاطفى؟؟ فوجدتها تقول انها كانت تتوافق مع اى
شاب يرغب فى محادثاتهاويحدثها عن القبيح من الحب وكانت تشعر بالراحة كلما
التقيا على الشات وتحدثا في ذلك .. وأنها ترى ذلك طبيعى وعادى خاصة عندما
يصعب عـلى المرئ أن يجد من يشاركةالحب الحـلال بسـبب ما ذكرتة سـابقا عـن
أسباب أرتـفاع نـسب العنوسة بين الولاد والبنات
برغـم أن المفاجاة أدهـشتنى لكني شعـرت أنها أنسانة واضحة مع نفسها تقول ما يخـتلج فى صدرها ولكن هى حتما فى ضياع.
وسألتنى .. وأنت ماذا تفعـل ؟ فقلت لها لا شيئ ... ولكنى أكثر تاثرا بالمباح من الكلام العاطفى.
وبدأت تقول لى من كلمات الإثارة ما هو جديد عـلى مسامعى تماما ... ووجدتنى مندهشاً لما أسمعة..
ربى
مـاذا أفعـل وأنا الشاب الملتزم وأنا لى معـتقداتى وثوابتى فى الحب وأيضا
ممارسة الحب .... ولكن كان تأثيرها قويا وأهاتها الأنثوية أقوى أن أقاوم أو
حتى أبدو أمام نفسى أنى أقـاوم وأنى مازلت ملتزما .. وأصبحت المحادثات
بيننا لا تخـلو مـن حـديث الحب وما يعجبها ويثيرها ويجعلها فى قمةالنشوة
.وما يثير الدهشة أن صديقـتى تحادث من على شاكلتها من الشباب فى سـرية
شـديدة ولا يعلم من أمرها أحداً سوى أبـن خالها الذى يصغرها فى السن بعام
واحد وهو يقوم بتزويدها بأسطوانات الليزر المدمجة والمسجل عـليها أحدث
أفـلام البرنو.. وتعـجبت لهذة العلاقة الغامضة بينها وبين أبـن خالها ..
فسالت صديقتى لماذا لم تتزوجية وهو من الاسرة ويعـلم عنك كل شيئ فكان ردها
أعـجب. فـقالت أنة مثل أخـى ولا توجد أى عـواطف بيننا.. فقلت لها ونعم
الاخوة!!
صديقتى والمستقبل[/color]
هكذا أصبح حال صديقتى.. ما يشغل بالها فقط هو الرغـبة والنهم الجنسى
والذى يشبع رغـباتها فى حدها الأدنى.. لأن ما يحدث لا يعـدو سوى مراهقة
متاخرة .. وتصرف أرعن سـرعان ما يزول حسب اعتقادى بمجرد الزواج .
أيمكن أعـتبارة هكذا.. سيزول بعـد الزواج؟؟أم سيستمر معها إلى ما يشاء الله أن لم تجد الزوج الذى يشبع رغـباتها كما تعى وتعـرف؟؟ .
صديقتى
فعلاً فى مشكلة حياتية وأجتماعـية .. ويكفيها حتى الأن حسب اعتقادها أنها
ما زالت تحافظ عـلى نفسـها وتحـيط نفسـها بسـرية تـامة وتمارس المحادثات
مع الشباب فـى الغـرف المظلمة وفى الوقـت الذى يخلو البيت من أهلة !!.
ولكن
هى فى مشكلة .. يمكن أن يصبح ما هي فـيه مرضا لا يمكن الشفاء منة حـتى
بالعلاج الناجح وهـو الزواج .. ويا مسـكين أنت أيها الزوج الذى لـن تستطيع
أكتـشاف أحتياجات زوجـتك وشـريكة حياتك .. ومسـكين أنت أيها الزوج الذى لا
تعـلم شيئا عـن الذكـاء العاطفي.. وتحولت المحادثة بيني وبين صديقتي إلي ما
يشبة العادة شبة اليومية.. فهي في حالة توهج بشكل مستمر وتحتاج إلـي ما
يطفئ نـارها المشتعلة دائما كالنار المنبعثة من بئر بترول لا تنطفئ أبداً
إلا بعد أن تنضب من محتواها.. وهـذا ما أخشاة عـلى صديقتي .. والتي هي أيضا
تصوم وتصلى وتمارس كـافة العـبادات كما يمارسها أهل البيت .. والله وحدة
يعلم ما في القلوب والضمائر ..
قـالت صديقـتي أنها تحبني جـداً وأنها
تكن لي مشاعـروأحاسـيس خاصة جداً وأنها تتمنى أن تكون زوجة لي وأنها تعرف
كيف تسعـدني..فقلت لها أن هذا هو الحب المجنون .. فـقالت مسـتهجنة ...
ماذا؟؟ فـأعـدت ما قلت.
الحب المجنون...فأغلقت صديقتي المحادثة دون أن يكون هناك حتى سلام
انــتــهــت